"كورونا" يتسبب في أزمة مالية خانقة للأندية المغربية والبطولة المحلية
ساهم انتشار وباء "كوفيد19" المعروف ب"كورونا"، عبر العالم، في الحد من النشاط الكروي بها، كما هو حال الملاعب المغربية، التي قررت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن تمنع الحضور الجماهيري بها، خلال مباريات البطولة الاحترافية، تماشيا مع الإجراءات التي اتخدنها اللجنة الوطنية للقيادة التي تم إحداثها من أجل تتبع الوضع الوبائي.
فرض "الويكلو" على الملاعب الكروية المغربية، حتى أجل غير مسمى، من شأنه أن يفقد مباريات البطولة المحلية نكهتها المتميزة في الحضور الجماهيري، فضلا عن العواقب المادية سيترتب عنها هذا الإجراء، والذي سيؤثر على المداخيل المادية للأندية الوطنية.
الرجاء أكبر متضرر..
يعتبر نادي الرجاء الرياضي أكبر المتضررين من القرار الأخير، المتمثل في فرض "الويكلو" على مباريات كرة القدم في المغرب، خاصة وأن الفريق مقبل على خوض مباراة حاسمة على مستوى مسابقة كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال، الأحد المقبل، أمام فريق الإسماعيلي المصري، لحساب إياب دور نصف النهائي.
بالإضافة إلى الرهان الرياضي المتمثل في فقدان الدعم الجماهيري، لتجاوز هزيمة مباراة الذهاب بنتيجة هدف مقابل لاشيء، فإن قرار إجراء المباراة "دون جمهور"، سيفقد خزانة النادي أزيد من 200مليون سنتيم، كانت ستجنيها إدارة النادي "الأخضر" من حضور المناصرين إلى مدرجات ملعب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء.
خلافا لباقي الأندية المحلية، فإنه رغم توقف البطولة، في 15مارس المقبل، من أجل فسح المجال لاستعدادات المنتخب الأول للمباراتين المزدوجتين اللتين ستجمعه بمنتخب إفريقيا الوسطى، والمنتخب المحلي الذي يستعد لنهائيات بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، فإن الرجاء سيكون مضطرا، خلال هاته الفترة، إلى خوض مبارياته المؤجلة، والتي سيفقتد في جلها لدعم مناصريه، المعنوي كما المادي.
أندية بدون "الراعي" الأساسي..
بعد فك ارتباطها بمستشهر شركة "اتصالات المغرب"، فإن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وضعت الأندية الممارسة في البطولة "برو" أمام حتمية البحث عن موارد مالية تسد بها احتياجاتها الموسمية، خاصة مع ضعف العائدات المادية التي تجنيها من النقل التلفزيوني، وهو ما جعل من الحضور الجماهيري "الرأسمال" القار والأول لجل الفرق، خاصة تلك التي تملك قاعدة جماهيرية كبيرة.
هذا وجاء قرار فرض "الويكلو" على الملاعب المغربية، الذي بدأ، حيز التنفيذ، منذ أيام قليلة، ليؤزم الوضع المادي داخل الأندية المغربية، خاصة تلك التي تتكل على عائدات بيع التذاكر من أجل سد جزء من الخصاص ومواجهة الأزمة التي يترتب عنه شح الموارد المادية القارة.
نصف نهائي "عصبة الأبطال".. مع وقف التنفيذ!
على بعد أقل من شهرين عن موعد مبارتي نصف نهائي مسابقة عصبة الأبطال الإفريقية، التي ستجمع كل من فريق الرجاء الرياضي في مواجهة الزمالك المصري والوداد في مواجهة الأهلي، فإن وباء "كورونا" يظل متربصا بهذين الحدثين المهمين في "الأجندة" الرياضية، في انتظار ما ستقرره الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم "كاف" بشأن الحضور الجماهيري من عدمه، سواء في مباراتي الذهاب بالمغرب أو إيابا في مصر.
هذا، ويراقب الجهاز الكروي القاري التطورات الذي يشهدها الحقل الرياضي الدولي، بصفة عامة، من حيث التعاطي مع انتشار وباء "كورونا"، حيث يظل مصير مباريات تصفيات "كان2021"كما نهائيات بطولة كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين، المقررة في دولة الكاميرون، خلال أبريل المقبل، فضلا عن الأدوار النهائية لمسابقتي الأندية القاريتين، (تظل) أحداثا مع إجراءات احترازية "موقوفة التنفيذ"، إلى غاية تحديد موقف رسمي نهائي.
تبقى الإشارة إلى أنه في حال تقرر إلغاء الحضور الجماهيري من قبل "كاف"، خلال القمتين "المصرية-المغربية" السالفتي الذكر، فإن ذلك من شأنه أن يترتب عن أضرار مادية جسيمة لقطبي كرة القدم المغربية، نظرا لأهمية الموعد من أجل توفير سيولية مادية مهمة، قد تسجل أرقاما قياسية غير مسبوقة.